سيناريو الاخوان لاسقاط صنعاء (واهم) وان حدث فكارثي على اتباعهم!
13 فبراير، 2016
915 16 دقائق
يمنات
محمد محمد المقالح
الاخوان يجنون على اتباعهم ليس فقط في نهم بل وفي صنعاء نفسها..
لدى الاصلاح ومن خلفه قوى العدوان تصورات خاطئة بل واهمة لكيفية حسم معركة صنعاء لن يكون من نتيجتها اذا ما قدر لها ان ترسم حروبا على الارض سوى سحق اتباع الاخوان ومرتزقة العدوان عموما وبصورة انتحارية وغير مسبقوة بالتاريخ .. ولكن كيف..؟
انهم ببساطة يعتقدون انهم ما ان يهولون على الناس بقرب دخول قوى الغزو الى صنعاء حتى تخرج خلاياهم في احياء العاصمة صنعاء لتقاتل بالاسلحة التي سبق وان خزنتها في مخازن عديدة في عدد من احياء العاصمة وما ان يبدأ القتال المتخيل في الشوارع حتى تنهار سلطة الحوثي كما انهارت سلطة الاصلاح (هادي – محسن) بمجرد سقوط الفرقة الاولى مدرع..
لا يا حبيبي الامر مختلف جدا جدا جدا يصل حد المستحيل ولكن لماذا..؟
اولا هذا السيناريو التهويلي ينفع او كان ينفع مع الانظمة العسكرية او الامنية التي لها ردحا من الزمن وقد شاخت وشاخت اجهزتها وذاق الشعب ويلات فسادها واستبدادها جيلا بعد جيل ولأن هذه الانظمة كما هو حال نظام صالح – محسن عيال الاحمر هادي او مبارك لم تكن تحكم برضاء شعبها ولا شرعية لها او بالاصح تأكلت شرعيتها مع الزمن الطويل في كراسي السلطة ولم يعد لهيبتها او لجبروتها مكان في وعي الناس بعد ان سقط الخوف من جبروتها بمجرد ظهور قوة عسكرية او شعبية صاعدة يثق الناس بقوتها وبقدرتها على التضحية في سبيل مشروعها، كما هو حال انصار الله، عشية 21سبتمبر وكما هو حالها الان ايضا، حينها يلتف الشعب حول هذه الحركة او يحايد الشعب او غالبيته في حالة صراع القوى الشائخة والقوى الصاعدة.
و هكذا كان سناريو سقوط الانظمة من بن علي الى مبارك الى صالح ومحسن هادي، اذا ما ان ظهرت حركة احتجاجية وشعبية جادة حتى التف الناس حولها وسقطت تلك الانظمة!
و لكن هذا لم يجدي في سورية مثلا رغم وصول المسلحين الى اوساط العاصمة دمشق. و كاد العالم يصدق ان بقاء بشار مسالة اسبوع او اسبوعين كما قال اردوغان وكان ذلك يعود لى عوامل عديدة ليس فقط خوف الاقليات في سوية وهو بلد الاقليات من مشروع الاصولية والاسلاموية التي كانت تبشر به المعارضة السورية و كانت تتحرك على الارض و هو حالنا مع قوى الغزو السعودي الاصلاحي الداعشي بل وايضا عدم مصداقة الخطاب لما اسموها الثورة وتحديدا عدم دقة القول ان النظام نظام طائفي علوي اقلوي بينما هو نظام بعثي علماني ووطني وله قاعدة اجتماعية واسعة بين العلمانيين السنة في مدن دمشق وحلب. وهذا ما اثبتته الاحداث طوال خمس سنوات من الازمة ان وجود رئيس علوي بالولادة لا يعني ان النظام علوي، و ثانيا لأن بشار كان لا يزال حديث عهد بالسلطة نسبيا مقارنة ببقية الانظمة، و كان شابا ولم يكن والده وكل خطاب المعارضة بني على حكم والده الراحل حافظ الاسد لا على حكمه هو. و ثالثا لقد كانت ثورات الربيع العربي ثورات كرامة و ثورات اجتماعية ضد الفساد و بحثا عن العدالة الاجتماعية، و كانت كرامة السورين مصانة خلافا للمصريين او اليمنين في عهد مبارك و صالح محسن الخ الخ.
واذا كان سيناريو التهويل لم ينجح مع النظام السوري فما بالك بامكانية نجاح هذا السيناريو مع جماعة انصار الله و هي اصلا حركة فتية وصاعدة وشعبية واجتماعة ولها حاضنة شعبية كبيرة لا يمكن مقارتها مع بقية الاحزاب الاخرى بما فيها الاصلاح فضلا عن كونها تدافع عن الوطن ضد الغزو الاجنبي وهذا البعد يجعل اي حركة تقف امامها قزمة امام تعملقها الشعبي والوطني وعلى سبيل المثال وبسبب هذه العوامل فاذا كان هذا التهويل لم يسقط انصار الله في تعز ولم يدفع اي طرف للوقوف في وجههم في اب رغم الاموال الطائلة بهذا الخصوص ونحن نعرف ان وجود الاصلاح التنظيمي في تعز و اب وجودا كبيرا او انه كان كذلك.
و في تلك المحافظتين ايضا حملة واسعة ضد انصار الله باعتبارهم قوى قبلية غازية او طائفية او جهوية الخ. ومع هذا لم يجدي ذلك التهويل في تعز فكيف سيجدي هذا السيناريو في صنعاء!
سقوط الاصلاح وكل النظام المتقادم بسقوط الفرقة الاولى مدرع في صنعاء واليمن هذه حقيقة كبيرة ولكن تكرار ذلك مع انصار الله فهذا وهم كبير فالاصلاح جزء من نظام حكم اليمن اكثر من 33سنة واصبح ذو مصالح اقتصادية كبيرة يعرف الشعب انها من اموله ومن خزينة الدولة ثم ان الاصلاح سبق له وان قاتل كل الاطراف اليمنية ونكل بها والشعب يعاني منه ومن النظام الذي حكم من خلاله اشد المعاناة خصوصا في الثلاث السنوات التي تفرد الاصلاح بالسلطة او كان له اليد او النفوذ الاكبر فيها.
في المقابل انصار الله حركة اجتماعية وشعبية فتية وصاعدة وهي لم تحكم او لم تستولي على السلطة لفترة طويلة من الزمن حتى يثور عليها الناس بل هي لم تصل الى السلطة بعد ولا تزال تقاتل في الشارع وفي كل الجبهات فما هي السلطة التي سيسقطها عليه اعلام الاصلاح بالتهويل في صنعاء واين هي المصالح التي سيخاف عليها او سيتوجه غضب الناس اليها في حالة الثورة ضد انصار الله.
نعم يمكن ان تخرج خلايا نائمة في صنعاء بقرار حزبي وليس بثورة او انتفاضة شعبية ويمكن ان تتحرك بالسلاح ضد هذه النقطة العسكرية او تلك لكن هذا لن يكون الا الشرارة التي ستفجر ليس غضب مقاتلي انصار الله ضدهم بل وغضب غالبية ابناء صنعاء بقية المدن الاخرى خصوصا وان الناس اصبحوا يخافون ليس فقط على انفسهم وحياتهم من القتل بل وعلى اعراضهم من الانتهاك والتمثيل بالجثث بعد خطاب اجرامي ووحشي مارسته ما تسمى المقاومة ولا تزال تمارسه بقيادة الاصلاح في عدن والمناطق التي تسيطر عليها في تعز والجنوب ولن يقبل الناس تكرار سيناريو سلخ الجثث وسحلها في شوارع تعز وعدن ابدا.
و على ذلك وكل ما في الامر ان الاصلاح وقوى العدوان يبنون احلامهم على اوهام وصور نمطية زائفة عادة ما تكون نتائجها ان تحققت عليهم كارثية والتاريخ القريب يقول هذا وتذكروا فقط كل معاركهم مع انصار الله منذ دماج مطلع مطلع وعلي صالح بالصمع وبيت دهرة اثناء ثورة 11 فبراير 2011.
يبقى ان اقول بانني اردت ان افترض افتراضا بان الاصلاح وصل بالفعل عسكريا الى صنعاء او محيطها كما يهولون الان وهذا بعيد جدا من وجهة تظري، اذا لم اقل مستحيل و لكن افتراضه ستكون نتائج هذا الوصول التخيلي كما شرحت انفا كارثي عليهم وابتاعه.
و بذلك انا انبههم لخطورة الاوهام التي يبنون عليها سياساتهم وتامراتهم ليس على خصومهم بل على اتباعهم.